الأحد، 9 أكتوبر 2016


  محمد خاتم الانبياء
سيرته:
نسب الرسول صلى الله عليه وسلم: هو سيدنا أبو القاسم محمد بن عبد الله ، بن عبد المطلب ، بن هاشم ، بن مناف ، بن قصي ، بن كلاب ، بن مرة ،بن كعب ، بن لؤي ،بن غالب ، بن فهر ، ابن مالك ، بن النصر ، بن كنانة ، بن خزيمة ، بن مدركة ، بن إلياس ، بن مضر، بن نزار ، بن معد ، بن عدنان ، وينتهي نسبة الشريف إلى سيدنا إسماعيل ابن سيدنا إبراهيم عليهما السلام لما بلغ سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنه بعثه الله تعالى رحمة للعالمين ، وكافه للناس بشيرا . عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت :" إن أول ما بدى به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين أراد الله كرامته ، ورحمة العباد به ، الرؤيا الصادقة، لا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا في نومه إلا جاءت كفلق الصبح ، وحبب الله تعالى إليه الخلوة فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو وحده وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه ( يتعبد ) الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء . فجاءه الملك فقال " اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: ( اقرأ باسم ربك الذي خلق 0 خلق الإنسان من علق 0 اقرأ وربك الأكرم ) العلق:1-3). وعندما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفؤاده يرجف دخل على خديجة وأخبرها الخبر: (لقد خشيت على نفسي، فقالت له خديجة : كلا والله ما يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق)، فانطلقت به خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة وكان امرءا قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي . فقالت له خديجة : يا ابن عم اسمع من ابن أخيك : فقال له ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما أرى . فقال له ورقه : هذا الناموس الذي نزل الله على موسى يا ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم ؟ قال: " نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وأن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا . ثم لم يلبث ورقة أن توفي وفتر الوحي
منذ ذلك الوقت ظهر له ما يراد به ، فلم يكن ما جاءه في غار حراء إلا إيذانا له بأن مهمة ثقيلة خطيرة قد ألقيت على عاتقه ، وأن عليه أن يؤديها صبورا جلدا محتملا في سبيل أدائها ما قد يعرض من المشقة والتعب والأذى. وقد تجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم كالداء ما كلف من مهمة وما حمل من أمانة ، فأخذ نفسه بأشد ما يأخذ الرجل به من الجهد والمشقة في ذات الله ، وأنفذ أمر الله في نفسه فيما اختصه به من التكاليف كما انفذ أمر الله في كل ما كلف أن يأمر الناس به. وانتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم هداية الوحي في أمره فإذا أمين الوحي جبريل لا ينزل عليه ، حتى شق ذلك عليه فأحزنه، وإذا ما حوله سكينة صامتة جعلته في وحدة من الناس ومن نفسه .. وإنه لكذلك إذ جاءه جبريل بسورة الضحى، يقسم له ربه وهو الذي أكرمه بما أكرمه ربه ، ما ودعه وما قلاه . فقال تعالى : والضحى 0 والليل إذا سجى 0 ما ودعك ربك وما قلى 0 وللآخرة خير لك من الأولى 0 ولسوف يعطيك ربك فترضى 0 ألم يجدك يتيما فآوى 0 ووجدك ضالا فهدى 0 ووجدك عائلا فأغنى 0 فأما اليتيم فلا تقهر 0 وأما السائل فلا تنهر 0 وأما بنعمة ربك فحدث
ابتدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بشكواه في مرضه الذي قبضه الله فيه بعد تجهيز أسامه بن زيد في أول شهر ربيع الأول ، وذلك بعد رجوعه من زيارة لبقيع الغرقد في جوف الليل ، وبعد أن دعا لأهل البقيع من الموتى واستغفر لهم ثم رجع إلى أهله . فلما أصبح فاجأه الوجع من يومه ذلك . ولما أشتد الوجع برسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن أزواجه أن يمرض في بيت عائشة-رضي الله عنها-فأذن له فأخرجه أهله إلى بيتها، وكان يستعين برش الماء على وجهه ورأسه وجسده ليقلل من حرارة جسده وليستطيع أن يكلم الناس أو أن يصلي بهم ، أو يوصيهم. وكان من وصاياه في مرض موته وصيته بأبي بكر وذكر فضله عليه ، ووصيته بالأنصار ، ودعوته إلى عبادة الله ونبذ الشرك
قبيل وفاته صلى الله عليه وسلم لم يستطع الخروج إلى المسجد والصلاة بالناس . فأرسل إلى أبي بكر - رضي الله عنه-أن يصلي بالناس ، فصلى بهم أبو بكر سبع عشرة صلاة قبل موته صلى الله عليه وسلم.وفي أثناء صلاة أبي بكر أحس رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة بنشاط ، فخرج لصلاة الظهر بين العباس وعلي -رضي الله عنهما- فوجد أبا بكر يصلي بالناس وأراد أبو بكر أن يتأخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره ألا يفعل وصلى عن يسار أبي بكر جالسا وأبو بكر يصلي واقفا مقتديا برسول الله صلى الله عليه وسلم
بينما كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يؤم الناس في صلاة الفجر من يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول في الحادي عشر من الهجرة، والنبي صلى الله عليه وسلم يمرض في بيت عائشة رآه المسلمون يطل من باب الحجرة وهم يصلون ويبتسم لهم. فأراد أبو بكر رضي الله عنه أن يتنحى له عن الإمامة فأومأ له أن استمر واطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم على صلاتهم يحافظون، وودعهم الوداع الأخير وأرخى ستر الحجرة، وعاد إلى فراشه رضي النفس مطمئنا
وزاد اشتداد الوجع برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدخل يديه في الماء ويمسح وجهه الشريف ويقول: لا اله إلا الله ، إن للموت لسكرات ثم رفع يده وجعل يقول: في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده. وأسلم روحه لبارئها راضية مرضية. وكانت وفاته بعد بلوغ الثالثة والستين من عمره في وسط نهار اليوم الثاني عشر من ربيع الأول في السنة الحادية عشرة من الهجرة. وقد عاش صلى الله عليه وسلم فقيرا ولم يخلف درهما ولا دينارا ولا عبدا ولا أمة، وانما ترك بغلته التي كان يركبها وسلاحه الذي كان يجاهد به ، وأرضا جعلها وفقا لابن السبيل
وفي اليوم نفسه الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قام المسلمون باختيار خليفة رسول الله ، فلما فرغوا من ذلك واستقرت الأمور واتفقوا على خلافة أبي بكر رضي الله عنه قاموا بدفنه صلى الله عليه وسلم في اليوم التالي من وفاته ، فغسلوه في قميصه وكفنوه بثلاثة أثواب من القطن الأبيض ووضعوه على حافة قبره ، ثم خرجوا عنه ليتركوا الملائكة تصلي عليه ، ثم دخل عليه رجال أهل بيته فصلوا عليه، ثم تقاطر الناس يصلون عليه فرادى دون أن يؤمهم أحد . ودفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة - رضي الله عنها - في لحد مكان الفراش الذي توفي عليه



  آدم عليه السلام
نبذة:
أبو البشر، خلقه الله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته وأسكنهما الجنة وأنذرهما أن لا يقربا شجرة معينة ولكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك، وجعله خليفته في الأرض، وهو رسول الله إلى أبنائه وهو أول الأنبياء
سيرته:
خلق آدم عليه السلام:
أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة له في الأرض. فقال الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).
ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم تجارب سابقة في الأرض , أو إلهام وبصيرة , يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق , ما يجعلهم يتوقعون أنه سيفسد في الأرض , وأنه سيسفك الدماء . . ثم هم - بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق - يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له , هو وحده الغاية للوجود . . وهو متحقق بوجودهم هم , يسبحون بحمد الله ويقدسون له, ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته !
هذه الحيرة والدهشة التي ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم.. أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص من أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه في علمه، ولا يعرفون حكمته الخافية، ولا يعلمون الغيب لقد خفيت عليهم حكمة الله تعالى , في بناء هذه الأرض وعمارتها , وفي تنمية الحياة , وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها , على يد خليفة الله في أرضه . هذا الذي قد يفسد أحيانا , وقد يسفك الدماء أحيانا . عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء , والخبير بمصائر الأمور: (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).
وما ندري نحن كيف قال الله أو كيف يقول للملائكة . وما ندري كذلك كيف يتلقى الملائكة عن الله ، فلا نعلم عنهم سوى ما بلغنا من صفاتهم في كتاب الله . ولا حاجة بنا إلى الخوض في شيء من هذا الذي لا طائل وراء الخوض فيه . إنما نمضي إلى مغزى القصة ودلالتها كما يقصها القرآن .
أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة.. وأصدر الله سبحانه وتعالى أمره إليهم تفصيلا، فقال إنه سيخلق بشرا من طين، فإذا سواه ونفخ فيه من روحه فيجب على الملائكة أن تسجد له، والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجود عبادة، لأن سجود العبادة لا يكون إلا لله وحده.
جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر - ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة - ومزج الله تعالى التراب بالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون. تعفن الطين وانبعثت له رائحة.. وكان إبليس يمر عليه فيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟
سجود الملائكة لآدم:
من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم .. سواه بيديه سبحانه ، ونفخ فيه من روحه سبحانه .. فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة.. فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له .. ما عدا إبليس الذي كان يقف مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم، لم يسجد .. فهل كان إبليس من الملائكة ? الظاهر أنه لا . لأنه لو كان من الملائكة ما عصى . فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . . وسيجيء أنه خلق من نار . والمأثور أن الملائكة خلق من نور . . ولكنه كان مع الملائكة وكان مأموراً بالسجود .
أما كيف كان السجود ? وأين ? ومتى ? كل ذلك في علم الغيب عند الله . ومعرفته لا تزيد في مغزى القصة شيئاً..
فوبّخ الله سبحانه وتعالى إبليس: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) . فردّ بمنطق يملأه الحسد: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) .هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد القبيح: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) وإنزال اللعنة عليه إلى يوم الدين. ولا نعلم ما المقصود بقوله سبحانه (مِنْهَافهل هي الجنة ? أم هل هي رحمة الله . . هذا وذلك جائز . ولا محل للجدل الكثير . فإنما هو الطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم .
  قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) (ص)
هنا تحول الحسد إلى حقد . وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) . واقتضت مشيئة الله للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب , وأن يمنحه الفرصة التي أراد. فكشف الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ويستدرك فيقول: (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين .
وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه . إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الآدميين . لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان . لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عن بلوغ غايته فيهم ! وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده ; والعاصم الذي يحول بينهم وبينه . إنه عبادة الله التي تخلصهم لله . هذا هو طوق النجاة . وحبل الحياة ! . . وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره في الردى والنجاة . فأعلن - سبحانه - إرادته . وحدد المنهج والطريق: (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) .
فهي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم , يخوضونها على علم . والعاقبة مكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين . وعليهم تبعة ما يختارون لأنفسهم بعد هذا البيان . وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولا غافلين . فأرسل إليهم المنذرين .
تعليم آدم الأسماء:
ثم يروي القرآن الكريم قصة السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري , وهو يسلمه مقاليد الخلافة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا) . سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات . سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها - وهي ألفاظ منطوقة - رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة . وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض . ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى , لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات , والمشقة في التفاهم والتعامل , حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتفاهموا بشأنه . . الشأن شأن نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا باستحضار جسم النخلة ! الشأن شأن جبل . فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل ! الشأن شأن فرد من الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بتحضير هذا الفرد من الناس . . . إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة ! وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات .
أما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية , لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم . ومن ثم لم توهب لهم . فلما علم الله آدم هذا السر , وعرض عليهم ما عرض لم يعرفوا الأسماء . لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص . . وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم , والاعتراف بعجزهم , والإقرار بحدود علمهم , وهو ما علمهم . . ثم قام آدم بإخبارهم بأسماء الأشياء . ثم كان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليم الحكيم: (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) .
أراد الله تعالى أن يقول للملائكة إنه عَـلِـمَ ما أبدوه من الدهشة حين أخبرهم أنه سيخلق آدم، كما علم ما كتموه من الحيرة في فهم حكمة الله، كما علم ما أخفاه إبليس من المعصية والجحود.. أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوق الذي يعرف.. وهذا أشرف شيء فيه.. قدرته على التعلم والمعرفة.. كما فهموا السر في أنه سيصبح خليفة في الأرض، يتصرف فيها ويتحكم فيها.. بالعلم والمعرفة.. معرفة بالخالق.. وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو الإسلام.. وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها والسيادة عليها.. ويدخل في هذا النطاق كل العلوم المادية على الأرض.
إن نجاح الإنسان في معرفة هذين الأمرين (الخالق وعلوم الأرض) يكفل له حياة أرقى.. فكل من الأمرين مكمل للآخر.
سكن آدم وحواء في الجنة:
كان آدم يحس الوحدة.. فخلق الله حواء من أحد منه، فسمّاها آدم حواء. وأسكنهما الجنة. لا نعرف مكان هذه الجنة. فقد سكت القرآن عن مكانها واختلف المفسرون فيها على خمسة وجوه. قال بعضهم: إنها جنة المأوى، وأن مكانها السماء. ونفى بعضهم ذلك لأنها لو كانت جنة المأوى لحرم دخولها على إبليس ولما جاز فيها وقوع عصيان. وقال آخرون: إنها جنة المأوى خلقها الله لآدم وحواء. وقال غيرهم: إنها جنة من جنات الأرض تقع في مكان مرتفع. وذهب فريق إلى التسليم في أمرها والتوقف.. ونحن نختار هذا الرأي. إن العبرة التي نستخلصها من مكانها لا تساوي شيئا بالقياس إلى العبرة التي تستخلص مما حدث فيها.
لم يعد يحس آدم الوحدة. كان يتحدث مع حواء كثيرا. وكان الله قد سمح لهما بأن يقتربا من كل شيء وأن يستمتعا بكل شيء، ما عدا شجرة واحدة. فأطاع آدم وحواء أمر ربهما بالابتعاد عن الشجرة. غير أن آدم إنسان، والإنسان ينسى، وقلبه يتقلب، وعزمه ضعيف. واستغل إبليس إنسانية آدم وجمع كل حقده في صدره، واستغل تكوين آدم النفسي.. وراح يثير في نفسه يوما بعد يوم. راح يوسوس إليه يوما بعد يوم: (هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى) .
تسائل أدم بينه وبين نفسه. ماذا يحدث لو أكل من الشجرة ..؟ ربما تكون شجرة الخلد حقا، وكل إنسان يحب الخلود. ومرت الأيام وآدم وحواء مشغولان بالتفكير في هذه الشجرة. ثم قررا يوما أن يأكلا منها. نسيا أن الله حذرهما من الاقتراب منها. نسيا أن إبليس عودهما القديم. ومد آدم يده إلى الشجرة وقطف منها إحدى الثمار وقدمها لحواء. وأكل الاثنان من الثمرة المحرمة.
ليس صحيحا ما تذكره صحف اليهود من إغواء حواء لآدم وتحميلها مسئولية الأكل من الشجرة. إن نص القرآن لا يذكر حواء. إنما يذكر آدم -كمسئول عما حدث- عليه الصلاة والسلام. وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ آدم. أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء، وأخطأ آدم بسبب الفضول.
لم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى اكتشف أنه أصبح عار، وأن زوجته عارية. وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي بهما كل واحد منهما جسده العاري. وأصدر الله تبارك وتعالى أمره بالهبوط من الجنة.
هبوط آدم وحواء إلى الأرض:
وهبط آدم وحواء إلى الأرض. واستغفرا ربهما وتاب إليه. فأدركته رحمة ربه التي تدركه دائما عندما يثوب إليها ويلوذ بها ... وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما الأصلي.. يعيشان فيهما، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث.
يتصور بعض الناس أن خطيئة آدم بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة. ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك. وهذا التصور غير منطقي لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة. لم يكن هبوط آدم إلى الأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارفون بالله. كان الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة. ويهبطان إلى الأرض. أما تجربة السكن في الجنة فكانت ركنا من أركان الخلافة في الأرض. ليعلم آدم وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان.
هابيل وقابيل:
لا يذكر لنا المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم الكثير عن حياة آدم عليه السلام في الأرض. لكن القرآن الكريم يروي قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي.
كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني.. ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه.. فأمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل. قال تعالى في سورة (المائدة):
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَإِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) (المائدة)
لاحظ كيف ينقل إلينا الله تعالى كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. عاد القاتل يرفع يده مهددا.. قال القتيل في هدوء:
إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) (المائدة)
انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقهالملقى على الأرض. كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب.. بعدها طار في الجو وهو يصرخ.
اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم. اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل والأقوى. نقص أبناء آدم واحدا. وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه.
قال آدم حين عرف القصة: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌوحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.
موت آدم عليه السلام:
وكبر آدم. ومرت سنوات وسنوات.. وعن فراش موته، يروي أبي بن كعب، فقال: إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة. قال: فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون وأين تطلبون؟ قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة، فقالوا لهم: ارجعوا فقد قضي أبوكم. فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال: إليك عني فإني إنما أتيت من قبلك، فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل. فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه، وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره فوضعوه في قبره، ثم حثوا عليه، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم.
وفي موته يروي الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال ستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطىء آدم فخطئت ذريته".

الثلاثاء، 10 مايو 2016


جامعة امدرمان الاسلاميه 

كلية التنميه البشريه 

قسم      

          الاعلام 

الفرقه الثالثه 

           اعلام 

مشروع التخرج 

                   مودنة شبكة اعلام اسلام 

تحت شعار

  وعدنا فنجزنا وسنمضي واثقين 

اعداد الطلاب 

           مصطفى حمدتو

           ايمن عصام 

مصطفى ادم 

محمد عبد الكريم 

محمدعثمان 

اشراف الاستاذ

                                              عثمان محمد الحسن

 


الثلاثاء، 3 مايو 2016


  آدم عليه السلام

نبذة:
أبو البشر، خلقه الله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته وأسكنهما الجنة وأنذرهما أن لا يقربا شجرة معينة ولكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك، وجعله خليفته في الأرض، وهو رسول الله إلى أبنائه وهو أول الأنبياء
سيرته:
خلق آدم عليه السلام:
أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة له في الأرض. فقال الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).
ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم تجارب سابقة في الأرض , أو إلهام وبصيرة , يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق , ما يجعلهم يتوقعون أنه سيفسد في الأرض , وأنه سيسفك الدماء . . ثم هم - بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق - يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له , هو وحده الغاية للوجود . . وهو متحقق بوجودهم هم , يسبحون بحمد الله ويقدسون له, ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته !
هذه الحيرة والدهشة التي ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم.. أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص من أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه في علمه، ولا يعرفون حكمته الخافية، ولا يعلمون الغيب . لقد خفيت عليهم حكمة الله تعالى , في بناء هذه الأرض وعمارتها , وفي تنمية الحياة , وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها , على يد خليفة الله في أرضه . هذا الذي قد يفسد أحيانا , وقد يسفك الدماء أحيانا . عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء , والخبير بمصائر الأمور: (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).

وما ندري نحن كيف قال الله أو كيف يقول للملائكة . وما ندري كذلك كيف يتلقى الملائكة عن الله ، فلا نعلم عنهم سوى ما بلغنا من صفاتهم في كتاب الله . ولا حاجة بنا إلى الخوض في شيء من هذا الذي لا طائل وراء الخوض فيه . إنما نمضي إلى مغزى القصة ودلالتها كما يقصها القرآن .
أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة.. وأصدر الله سبحانه وتعالى أمره إليهم تفصيلا، فقال إنه سيخلق بشرا من طين، فإذا سواه ونفخ فيه من روحه فيجب على الملائكة أن تسجد له، والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجود عبادة، لأن سجود العبادة لا يكون إلا لله وحده.
جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر - ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة - ومزج الله تعالى التراب بالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون. تعفن الطين وانبعثت له رائحة.. وكان إبليس يمر عليه فيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟
سجود الملائكة لآدم:
من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم .. سواه بيديه سبحانه ، ونفخ فيه من روحه سبحانه .. فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة.. فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له .. ما عدا إبليس الذي كان يقف مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم، لم يسجد .. فهل كان إبليس من الملائكة ? الظاهر أنه لا . لأنه لو كان من الملائكة ما عصى . فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . . وسيجيء أنه خلق من نار . والمأثور أن الملائكة خلق من نور . . ولكنه كان مع الملائكة وكان مأموراً بالسجود .
أما كيف كان السجود ? وأين ? ومتى ? كل ذلك في علم الغيب عند الله . ومعرفته لا تزيد في مغزى القصة شيئاً..
فوبّخ الله سبحانه وتعالى إبليس: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) . فردّ بمنطق يملأه الحسد: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) . هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد القبيح: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) وإنزال اللعنة عليه إلى يوم الدين. ولا نعلم ما المقصود بقوله سبحانه (مِنْهَا) فهل هي الجنة ? أم هل هي رحمة الله . . هذا وذلك جائز . ولا محل للجدل الكثير . فإنما هو الطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم .
  قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) (ص)

هنا تحول الحسد إلى حقد . وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) . واقتضت مشيئة الله للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب , وأن يمنحه الفرصة التي أراد. فكشف الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ويستدرك فيقول: (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين .

وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه . إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الآدميين . لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان . لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عن بلوغ غايته فيهم ! وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده ; والعاصم الذي يحول بينهم وبينه . إنه عبادة الله التي تخلصهم لله . هذا هو طوق النجاة . وحبل الحياة ! . . وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره في الردى والنجاة . فأعلن - سبحانه - إرادته . وحدد المنهج والطريق: (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) .
فهي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم , يخوضونها على علم . والعاقبة مكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين . وعليهم تبعة ما يختارون لأنفسهم بعد هذا البيان . وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولا غافلين . فأرسل إليهم المنذرين .

تعليم آدم الأسماء:

ثم يروي القرآن الكريم قصة السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري , وهو يسلمه مقاليد الخلافة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا) . سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات . سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها - وهي ألفاظ منطوقة - رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة . وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض . ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى , لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات , والمشقة في التفاهم والتعامل , حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتفاهموا بشأنه . . الشأن شأن نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا باستحضار جسم النخلة ! الشأن شأن جبل . فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل ! الشأن شأن فرد من الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بتحضير هذا الفرد من الناس . . . إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة ! وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات .

أما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية , لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم . ومن ثم لم توهب لهم . فلما علم الله آدم هذا السر , وعرض عليهم ما عرض لم يعرفوا الأسماء . لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص . . وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم , والاعتراف بعجزهم , والإقرار بحدود علمهم , وهو ما علمهم . . ثم قام آدم بإخبارهم بأسماء الأشياء . ثم كان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليم الحكيم: (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) .

أراد الله تعالى أن يقول للملائكة إنه عَـلِـمَ ما أبدوه من الدهشة حين أخبرهم أنه سيخلق آدم، كما علم ما كتموه من الحيرة في فهم حكمة الله، كما علم ما أخفاه إبليس من المعصية والجحود.. أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوق الذي يعرف.. وهذا أشرف شيء فيه.. قدرته على التعلم والمعرفة.. كما فهموا السر في أنه سيصبح خليفة في الأرض، يتصرف فيها ويتحكم فيها.. بالعلم والمعرفة.. معرفة بالخالق.. وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو الإسلام.. وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها والسيادة عليها.. ويدخل في هذا النطاق كل العلوم المادية على الأرض.
إن نجاح الإنسان في معرفة هذين الأمرين (الخالق وعلوم الأرض) يكفل له حياة أرقى.. فكل من الأمرين مكمل للآخر.
سكن آدم وحواء في الجنة:
كان آدم يحس الوحدة.. فخلق الله حواء من أحد منه، فسمّاها آدم حواء. وأسكنهما الجنة. لا نعرف مكان هذه الجنة. فقد سكت القرآن عن مكانها واختلف المفسرون فيها على خمسة وجوه. قال بعضهم: إنها جنة المأوى، وأن مكانها السماء. ونفى بعضهم ذلك لأنها لو كانت جنة المأوى لحرم دخولها على إبليس ولما جاز فيها وقوع عصيان. وقال آخرون: إنها جنة المأوى خلقها الله لآدم وحواء. وقال غيرهم: إنها جنة من جنات الأرض تقع في مكان مرتفع. وذهب فريق إلى التسليم في أمرها والتوقف.. ونحن نختار هذا الرأي. إن العبرة التي نستخلصها من مكانها لا تساوي شيئا بالقياس إلى العبرة التي تستخلص مما حدث فيها.
لم يعد يحس آدم الوحدة. كان يتحدث مع حواء كثيرا. وكان الله قد سمح لهما بأن يقتربا من كل شيء وأن يستمتعا بكل شيء، ما عدا شجرة واحدة. فأطاع آدم وحواء أمر ربهما بالابتعاد عن الشجرة. غير أن آدم إنسان، والإنسان ينسى، وقلبه يتقلب، وعزمه ضعيف. واستغل إبليس إنسانية آدم وجمع كل حقده في صدره، واستغل تكوين آدم النفسي.. وراح يثير في نفسه يوما بعد يوم. راح يوسوس إليه يوما بعد يوم: (هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى) .
تسائل أدم بينه وبين نفسه. ماذا يحدث لو أكل من الشجرة ..؟ ربما تكون شجرة الخلد حقا، وكل إنسان يحب الخلود. ومرت الأيام وآدم وحواء مشغولان بالتفكير في هذه الشجرة. ثم قررا يوما أن يأكلا منها. نسيا أن الله حذرهما من الاقتراب منها. نسيا أن إبليس عودهما القديم. ومد آدم يده إلى الشجرة وقطف منها إحدى الثمار وقدمها لحواء. وأكل الاثنان من الثمرة المحرمة.
ليس صحيحا ما تذكره صحف اليهود من إغواء حواء لآدم وتحميلها مسئولية الأكل من الشجرة. إن نص القرآن لا يذكر حواء. إنما يذكر آدم -كمسئول عما حدث- عليه الصلاة والسلام. وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ آدم. أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء، وأخطأ آدم بسبب الفضول.
لم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى اكتشف أنه أصبح عار، وأن زوجته عارية. وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي بهما كل واحد منهما جسده العاري. وأصدر الله تبارك وتعالى أمره بالهبوط من الجنة.
هبوط آدم وحواء إلى الأرض:
وهبط آدم وحواء إلى الأرض. واستغفرا ربهما وتاب إليه. فأدركته رحمة ربه التي تدركه دائما عندما يثوب إليها ويلوذ بها ... وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما الأصلي.. يعيشان فيهما، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث.
يتصور بعض الناس أن خطيئة آدم بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة. ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك. وهذا التصور غير منطقي لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة. لم يكن هبوط آدم إلى الأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارفون بالله. كان الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة. ويهبطان إلى الأرض. أما تجربة السكن في الجنة فكانت ركنا من أركان الخلافة في الأرض. ليعلم آدم وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان.
هابيل وقابيل:
لا يذكر لنا المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم الكثير عن حياة آدم عليه السلام في الأرض. لكن القرآن الكريم يروي قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي.
كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني.. ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه.. فأمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل. قال تعالى في سورة (المائدة):
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَإِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) (المائدة)
لاحظ كيف ينقل إلينا الله تعالى كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. عاد القاتل يرفع يده مهددا.. قال القتيل في هدوء:
إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) (المائدة)
انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض. كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب.. بعدها طار في الجو وهو يصرخ.
اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم. اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل والأقوى. نقص أبناء آدم واحدا. وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه.
قال آدم حين عرف القصة: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ) وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.
موت آدم عليه السلام:
وكبر آدم. ومرت سنوات وسنوات.. وعن فراش موته، يروي أبي بن كعب، فقال: إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة. قال: فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون وأين تطلبون؟ قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة، فقالوا لهم: ارجعوا فقد قضي أبوكم. فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال: إليك عني فإني إنما أتيت من قبلك، فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل. فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه، وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره فوضعوه في قبره، ثم حثوا عليه، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم.


وفي موته يروي الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال ستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطىء آدم فخطئت ذريته".النهايه


الأحد، 10 أبريل 2016

وفاة طفل واصابة العشرات في احتراق ناقلة وقود بالخرطوم
الحريق اشتعل في خمس سيارات

الراكوبة - الخرطوم تسببت ناقلة وقود في حدوث حريق هائل؛ ادى الى وفاة طفل واصابة العشرات؛ وذلك بعدما اصطدمت الشاحنة بنفق جامعة الخرطوم؛ الامر الذي قاد لاشتعال النيران في عدد من السيارات التي كانت تقف بالقرب من النفق.
وبحسب إحصائيات اولية فقد ادى حريق ناقلة الوقود الى اشتعال النيران في بص يتبع لمواصلات ولاية الخرطوم بالرقم خ أستثمار / 9858 وايضا عربة كليك بالرقم خ 4/ 15303بالاضافة الى تاكسي بالرقم خ 5/3326 وبوكس دبل كاب بالرقم خ أ/ استثمار 834 وتنكر غاز وعدد(2) طبلية
وتسبب الحريق في وفاة طفل كان يجلس تحت النفق واصابة امراة بجروح طفيفة وجرح عدد (2) من ركاب البص واصابة صاحب درداقة كان يقف لجوار النفق واصابة عدد (2) من ركاب العربة الكليك؛ تم اسعافهم لتلقي لتلقي العلاج.

مدونة مصطفى حمدتو: الانبياء اكثر الناس ابتلاءأشد الناس ابتلاء هم ال...

مدونة مصطفى حمدتو: الانبياء اكثر الناس ابتلاء

أشد الناس ابتلاء هم ال...
: الانبياء اكثر الناس ابتلاء أشد الناس ابتلاء هم الانبياء ثم الامثل فالأمثل؟؟؟!!!! عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: (قُلْتُ ...
الانبياء اكثر الناس ابتلاء

أشد الناس ابتلاء هم الانبياء ثم الامثل فالأمثل؟؟؟!!!!
عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
(قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً قَالَ الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأُخْتِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً قَالَ الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ ) صحيح الترمذى
وجاء فى كتاب تحفة الأحوذى بشرح صحيح الترمذى هذا الشرح:
الْأَنْبِيَاءُ: هُمْ أَشَدُّ فِي الِابْتِلَاءِ لِأَنَّهُمْ يَتَلَذَّذُونَ بِالْبَلَاءِ كَمَا يَتَلَذَّذُ غَيْرُهُمْ بِالنَّعْمَاءِ , وَلِأَنَّهُمْ لَوْ لَمْ يُبْتَلَوْا لَتُوُهِّمَ فِيهِمْ الْأُلُوهِيَّةُ , وَلِيُتَوَهَّنَ عَلَى الْأُمَّةِ الصَّبْرُ عَلَى الْبَلِيَّةِ . وَلِأَنَّ مَنْ كَانَ أَشَدَّ بَلَاءً كَانَ أَشَدَّ تَضَرُّعًا وَالْتِجَاءً إِلَى اللَّهِ تَعَالَى

الاثنين، 4 أبريل 2016

مدونة مصطفى حمدتو: يحكى أن رجلاً جاء إلى الإمام أبي حنيفة ذات ليلة،...

مدونة مصطفى حمدتو:

يحكى أن رجلاً جاء إلى الإمام أبي حنيفة ذات ليلة،...
: يحكى أن رجلاً جاء إلى الإمام أبي حنيفة ذات ليلة، وقال له: يا إمام! دفنت منذ مدة طويلة مالاً في مكان ما، ولكني نسيت هذا المكان، فهل تساعدن...


يحكى أن رجلاً جاء إلى الإمام أبي حنيفة ذات ليلة، وقال له: يا إمام! دفنت منذ مدة طويلة مالاً في مكان ما، ولكني نسيت هذا المكان، فهل تساعدني في ايجاد هذا المال؟فقال له الإمام: هذا ليس عمل الفقيه؛ حتى أجد لك حلاً. ثم فكرالامام لحظة
ثم قال له: اذهب، فصل حتى يطلع الصبح، فإنك ستذكر مكان وجود المال إن شاء الله .فذهب الرجل، وأخذ يصلي. وفجأة،بعد وقت قصير، أثناء الصلاة، تذكر المكان الذي دفن فيه المال، وذهب إليه وأحضره.وفي الصباح جاء الرجل إلى الإمام أبى حنيفة ، وأخبره أنه عثر على المال، وشكره.
ثم سأله الرجل: كيف عرفت أني سأتذكر مكان المال ؟!
فقال الإمام : لأني علمت أن الشيطان لن يتركك تصلي ، وسيشغلك بتذكر المال عن صلاتك.
GO

مدونة مصطفى حمدتو: كنا في القدس فشغلونا بي سورية

مدونة مصطفى حمدتو: مقدمه في البدايه نسال ان رزقنا الاخلاص في القول وا...

مدونة مصطفى حمدتو: مقدمه
في البدايه نسال ان رزقنا الاخلاص في القول وا...
: مقدمه في البدايه نسال ان رزقنا الاخلاص في القول والعمل تعتبر المدةنات مساحه تواصل اجتماعي مميو على الانترنت وتكمن اهيتها لنا نحن الطلاب في...
مقدمه
في البدايه نسال ان رزقنا الاخلاص في القول والعمل تعتبر المدةنات مساحه تواصل اجتماعي مميو على الانترنت وتكمن اهيتها لنا نحن الطلاب في انها تستهدف الطالب في مكان تواحده على الانترنت .
تحريم الغيبة
الامور المنهي عنها باب التحريم الغبه والامور بحفظ اللسان قال المؤلف رحمة الله عليه في كتابه رياض الصالحين باب تحريم الغيبه ووجوب حفط اللسان ثم ذكر عده ايات في هذا المعنى والغيبه بينها النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لاصحابه تدرون ما الغيبة ؟
قالوا : يارسول الله  ارايت ان كان في اخي ما اقول ؟قال ان كان فيه ماتقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ماتقول فقد بهته . اخرجه مسلم
يعني مع الغيبه من كبائر الذنوب التي لاتكفرها الصلاه ولا الصدقه ولا الصيام ولا غيرها من الاعمال الصالحه بل تبقى على الموازنه
قال ابن عبد القوى رحمه الله في نظمة الادب وقد قيل صغري الغيبه والنميمه وكلتاهما على نص احمد ابن حنبل رحمه الله يعني انه قد نص علي ان الغيبه والنميمه من الكبائر الذنوب
  " تعريف الغيبة "

عرَّف النبي صلى الله عليه وسلم الغيبة وذلك عندما سأل أصحابه : «أتدرون ما الغيبة ؟» قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : «ذكرك أخاك بما يكره» .

وربما ظنَّ بعض الناس أنَّ ذلك مذموم إذا كان عن طريق الكذب والافتراء ، أما إذا ذكر أخاه في غيبته بما فيه فليس من الغيبة ، وهذا غير صحيح لأن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل في نفس المجلس فقيل له : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته» (رواه مسلم) .

مدونة مصطفى حمدتو: البصمه الكربونيه هي عباره عن مجموعه من الغازات الت...

مدونة مصطفى حمدتو: البصمه الكربونيه هي عباره عن مجموعه من الغازات الت...: البصمه الكربونيه  هي عباره عن مجموعه من الغازات التي تنتج من مخلفات الانسان بما ينتجه من مخلفات صناعيه واخرى طبيعيه المخلفات الصناعيه ...

مدونة مصطفى حمدتو: البصمه الكربونيه هي عباره عن مجموعه من الغازات الت...

مدونة مصطفى حمدتو: البصمه الكربونيه هي عباره عن مجموعه من الغازات الت...: البصمه الكربونيه  هي عباره عن مجموعه من الغازات التي تنتج من مخلفات الانسان بما ينتجه من مخلفات صناعيه واخرى طبيعيه المخلفات الصناعيه ...

الأربعاء، 23 مارس 2016

الالبصمه الكربونيه :

هي عباره عن مجموعه من اجمالي انبعاثات الغازات الدفيئه والانبعاثات ناجمه عن مؤسسة او حدث او منتج ولبساطة التقرير فكثيرا مايكون التعبير عنه حيث كمية ثاني اكسيد الكربون او مايعادله من الغازات دفيئه واخرى منبعثه

البصمه الكربونيه 

هي عباره عن مجموعه من الغازات التي تنتج من مخلفات الانسان بما ينتجه من مخلفات صناعيه واخرى طبيعيه

المخلفات الصناعيه

وهي الاكثر ضررا على البيه المحيطه بالانسان

انواع المخلفات الصناعيه

1.المصانع بما فيها
2.السيارات والقطارات والطارات بما تنجه من الغازات الضاره

لقد اداة الى صنع هذه المخلفات الى ثقب الاوذون

بما فيها المركبات الفضائيه بي انواعها ونجد في هذه الايام تقلبات لي الجو من حين الى اخر
هذه بسبب ثقب الاوذوان
في المودن الصغير او الفاقيره يقول البعض انه لاتوجد بصمه كربونيه
بلا توجد وبكميات كبير لانها تعتمد على المحركات القديمه والمصانع القديمه
وهذه تنتج كميه كبيره من غاز ثاني اكسيد الكربون
في الدول الكبرى نجد ان البصمه الكربونيه اصبحت اقل انتشارا بسبب التقدم العلمي والتكنلوجي في مجال الصناعه

تقرير مصطفى حمدتو 

الخميس، 10 مارس 2016

ختام فعاليات المؤتمر العلمي الاعلامي الطلابي الثالث بالاسلامية بالخرطوم



ختام فعاليات المؤتمر العلمي الاعلامي الطلابي الثالث  بالاسلامية بالخرطوم.
تقرير :مصطفى حمدتو
أختتم بمركز الشهيد الزبير محمد صالح للمؤتمرات بالخرطوم، يوم الخميس الموافق 11 فبراير 2016م ، فعاليات المؤتمر العلمي الاعلامي الطلابي الثالث والذي جاء حول الاعلام برؤية جديدة في ظل قوانين حرية الرأي والتعبير، تحت شعار قوانين متعددة وأخلاق واحدة، والذي نظمه طلاب وطالبات كلية الاعلام بجامعة ام درمان الاسلامية بالتعاون مع اتحادي طلاب وطالبات جامعة امدرمان الاسلامية، وبدعم سخي من السيد رئيس القضاء السوداني ونائبيه والسيد معتمد محلية الخرطوم، وبحضور ومشاركة عدد من العلماء والخبراء واساتذة الاعلام.



ويعتبر المؤتمر الإعلامي الثالث، الذي نظمه طلاب كلية الاعلام بجامعة أم درمان الإسلامية استكمالاً لنهج سابق انتهجته كلية الاعلام بجامعة امدرمان الاسلامية وهو يقام في كل عام بالتعاون مع اتحاد طلاب وطالبات جامعة أمدرمان الاسلامية، وعدد من المؤسسات، وهدف المؤتمر الى كسر الروتين الموجود داخل الحرم الجامعي المتمثل في الندوات والسمنارات التقليدية، بجانب رتق النسيج الاجتماعي بين الكلية ومؤسسات المجتمع المدني، وللربط بين الدراسات النظرية والتطبيقية في مجال الاعلام وحريات الرأي والتعبير وفقا للقوانين والاخلاقيات، ولقد ظلت كلية الاعلام تعكف على قيام مثل هذه المؤتمرات، حيث تشهد الكلية خلالها حراكا اعلامياً وعلمياً مكثفاً بجانب عقد عدد من ورش العمل والندوات والمحاضرات والمعارض.
وأنفرد المؤتمر الثالث هذا العام بتقديم اوراق علمية محكمة في مجال الاعلام الجديد وقوانينها وأقامة ندوات ومعارض وتقديم محاضرات علمية من قبل الخبراء والاعلاميين  والقانونيين وبرامج توعوية  وثقافية مبنية على العقيدة  الاسلامية السمحاء.

واستعداداً لانطلاقة المؤتمر العلمي الاعلامي الطلابي الثالث اقام طلاب كلية الاعلام بالفرقة الرابعة بالتعاون مع الفرقة الثالثة النفير الاعظم لنظافة الكلية بالسجانة يوم السبت الموافق 6 فبراير 2016م وشمل النفير تنظيف الكلية داخلياً وخارجيا من الاوساخ التي كادت أن تغرق الكلية في مستنقع الحشرات والزواحف وتم بناء مدخل الكلية بالطوب والسراميك.
ووجد النفير شكرا وتقدير من الطلاب والعاملين بالكلية مشدين بدور الطلاب الطليعي في تنمية بيئتهم الجامعية واشاد الدكتور والاب الفاضل الدكتور بشري يوسف استاذ العلاقات العامة بالكلية بدور الطلاب في عملية النفير الاعظم مؤكدا وقوفهم صفا واحدا مع الطلاب من اجل نجاح المؤتمر العلمي الاعلامي الطلابي الثالث.
كما نظم طلاب الفرقة الرابعة بكلية الاعلام صباح الخميس 4 فبراير 2016م ندوة حول اثر التشريعات الاعلامية على الاداء الصحفي في السودان، تحدث فيها الدكتور محيي الدين أحمد ادريس تيتاوي رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين السابق، والاستاذ حالياً بكلية الاعلام  بجامعة أم درمان الاسلامية وبعدد من الجامعات السودانية.
وصف الدكتور محي الدين تيتاوي، اللوائح المفسرة للقوانين الصحفية بالسودان بأنها معقدة ومقعدة بالعمل الصحفي في السودان، مضيفاً أن شروط ممارسة العمل الصحفي بالنسبة للمؤسسات والصحفيين تساهم في تعقيد الممارسة المهنية الصحفية في البلاد، وقدم تيتاوي سرداً مطولاً لبدايات العمل الصحفي والتشريعات الصحفية بالسودان، مشيداً سيادته بقانون الصحافة والمطبوعات الصحفية للعام 2009م.
واشار د. تيتاوي الى  أن قضايا الحريات هي من اهم القضايا واكثرها اثارة في العالم، مؤكداً أن حرية التعبير والرأي تعتبر من اهم هذه القضايا فهي تعبر عن نقل الاراء والافكار للآخرين، وهي تعني المواجهة وقول الحق بشجاعة ومنتهي الصدق وقد يتعرض الشخص للاعتقال ومصادرة الحريات اذا ماتعارض رأيه الشخصي مع النظم الحاكمة، موضحاً أن لحرية الرأي والتعبير اشكال عديدة اهمها حرية الصحافة التي تتسع وتنتشر علي اوسع نطاق وللصحافة اثر بالغ في توجيه وتشكيل الرأي العام، قائلاً: ويختلف مفهوم الحريات بإختلاف الانظمة الحاكمة  والدساتير والتشريعات القانونية، فالدول ذات النظام الديمقراطي تعتبر الحريات هي المعيار الحقيقي لتطبيق الديمقراطية، وفي الانظمة الشمولية والمتسلطة يحتدم الصراع فيها بين الحريات، فتصادر الآراء والافكار.
واوضح الدكتور تيتاوي في معرض رده على اسئلة الطلاب أن الاسلام اهتم بالمجتمع اهتماماً بالغا وحرص علي ان تسوده الاخلاق الفاضلة والمودة والمحبة وذلك من اجل تكوين الفرد الصالح الذي ينفع مجتمعه ويكون مصدر الخير فيه، مشيراً أن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كان هو جوهر حرية الرأي في الاسلام، وهو العامل المشترك لجميع مظاهر الحرية، مؤكداً أن الشريعة الاسلامية تهدف الي غرس الآداب والفضائل ومكارم الاخلاق في سلوك وممارسة الفرد المسلم حتي يبتعد عن الرزائل ويجتنبها ويهذب نفسه ويكون مصدرا للخير، قائلاً: وتقوم حرية الرأي والتعبير في الاسلام علي مبادئ الاخلاق والآداب الإسلامية الفاضلة لحفظ المجتمع الاسلامي حتى يكون سليما ومعافي.
واختتم د. تيتاوي حديثه لطلاب كلية الاعلام بجامعة أم درمان الإسلامية في ندوة أثر التشريعات الاعلامية في الاداء الصحفي في السودان بقوله: إن حرية الصحافة والاعلام تعني حق الحصول على المعلومات من أي مصدر كان ونقلها وتبادلها، بجانب الحق في نشر الافكار والآراء وتبادلها دون قيود، فضلاً عن الحق في اصدار الصحف وعدم فرض الرقابة المسبقة علي ماتقدمه هذه الوسائل الا في اضيق الحدود وفيما يتصل بحرمة الآداب العامة، مؤكداً أن حرية الصحافة والاعلام هي حق الشعب في اصدار الصحف والحصول علي المعلومات ومراقبة مؤسسات الحكومة والعمل علي نصحها وتصحيح مسارها في اطار الالتزام بالقيم الإخلاقية والدينية واحترام السمعة والخصوصية.
وعلى صعيد كتصل أقام طــلاب الفرقة الرابعة بكلية الإعلام بالسجانة وضمـن الفعاليات المصاحبة للمؤتمر الإعلامي الثالث ندوة كبري بعنوان الإعلام ودوره في تعزيز الأمن الفكري تحدث فيها كل من الدكتور فضل الله عثمان المتخصص في الأمن الفكري والشيخ البروفسور إبراهيم نورين إبراهيم رئيس المجلس الأعلى لأبحاث الرعاية والتحصين الفكري بمجمع الفقة الإسلامي ومدير جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية سابقا .
وابتدر الحديث الدكتور فضل الله عثمان الذي تحدث عن الخطر الفكري الماثل الآن والمتمثل في الجماعات المتطرفة، قائلاً: كم من الدماء وكم من الأرواح وكم من الظلم يتم تحت اسم الإسلام، وتساءل: هل هذا هو الإسلام الذي جاء ليقيم العدل والمساواة بين ابناء المسلمين كافة، قائلاً: إنه لابد من الرجوع لشيئين هما الخلق العظيم والحجة والهداية مسترشداً بعدد من الأمثلة من السيرة النبوية المطهرة.
إلي ذلك تحدث الاستاذ الدكتور إبراهيم نورين إبراهيم قائلاً: إن الله سبحانه وتعالى أمتن علي قريش بالأمن، قال تعالي {فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف} فكانت قريش تعيش هذا الأمن وكان من حولهم يتخطفهم الطير .
وأبان الشيخ البروفسير نورين أن نصف المعركة التي تديرها الجماعات المتطرفة مثل داعش وغيرهم يتم عبر الإعلام، وقال أن لداعش قدرات هائلة في مجال الإعلام خاصة الإعلام الحديث المتمثل في وسائط التواصل الاجتماعي، مضيفاً: إن لهم كوادر ماهرة في إرسال موادهم الدعائية ومتقنه لهذا الفن لدرجة أن بعض الدوائر الغربية قالت إن داعش كسبت حرب الأفكار، مؤكداً أن داعش قد جندت كل قدراتها الإعلامية لاستقطاب المسلمين إلي صفوفها.
من جهة أخري قال بروفسير نورين انه لابد من تحصين الشباب ضد الأفكار الضالة المتطرفة والمنحرفة وأوصي في ختام حديثه الشباب بالاستقامة ونبذ التطرف.
على صعيد ثالث أفتتح الدكتور محي الدين تيتاوي والدكتور سيف الدين حسن ﺍﻟﻌﻮﺽ عميد كلية الإعلام و د. عبد الله حجازي رئيس قسم الصحافة والنشر بكلية الاعلام و أ. عبد القادر جبر الدار رئيس قسم الراديو والتلفزيون، اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﺒﻪ ﻟﻠﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻹﻋــﻼﻣﻲ اﻟﺜﺎﻟﺚ والتي اشتملت علي معارض وندوات ومحاضرات وورش عمل.
وقدم الاستاذ عمر الشامي الكناني ورشة تدريبية بعنوان " الإعداد العلمي للإعلامي المعاصر" ضمن فعاليات مؤتمر الإعلام الثالث بجامعة أم درمان الإسلامية، وكانت بحق دورة تدريبية تناول فيها الكناني المهارات الاساسية للاتصال والاعلام والعلاقات العامة.
وشهد اليوم الختامي للمؤتمر حضور عدد كبير من المشاركين من الطلاب والطالبات بالكلية وجامعات السودان المختلفة المهتمة بشؤون الاعلام والقانون والاعلاميين، مواصلة في تأكيد المسئولية نحو المجتمع وترسيخ قيم الحرية ومسؤولياتها الاجتماعية التي تتبعها، وشرف المؤتمر العميد سمير  أحمد مدير ادارة العلاقات العامة بجهاز الامن والمخابرات الوطني، ومدير العلاقات العامة بجامعة امدرمان الاسلامية الاستاذ عبد الوهاب عبد الفضيل، والدكتور عبيد إبراهيم نائب مدير ادارة التقويم والاعتماد بالجامعة. ولقد وقف اتحادي طلاب وطالبات جامعة امدرمان الاسلامية وقفة رجلا واحد في دعمهم السخي للمؤتمر الاعلامي الثالث، فكانوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، وقدموا الغالي والنفيس من اجل انجاح المؤتمر ، وهذا تأكيد لدور الاتحادين في دعم انشطة الطلاب ومشاركتهم المادية والمعنوية .
واوضح الطالب صالح القوني رئيس اللجنة العليا للمؤتمر ان المؤتمر يهدف الي تدريب الطلاب والطالبات والتعريف بمواثيق الشرف المهنية الاعلامية ،والقوانين والتشريعات الخاصة بالاعلام، شاكرا كل من ساهم من اجل ان راء المؤتمر هذا النور الذي فيه.
من جانبه قال الطالب محمد احمد ممثل اتحاد طلاب جامعة امدرمان الاسلامية ،إن المؤتمر في نسخته الثالثة أستمر لمدة ثلاثة ايام علي التوالي عكس المؤتمرات السابقة فكانت يوما واحد فقط، واكد محمد رعايتهم التامة لمشاريع الطلاب ،مشيدا بدور الطلاب في مجال العمل الابداعي خاصة جمعية ملتقى النيلين الثقافية ، قوس قزح ونواة الابداع بالكلية من خلال حضوره اليوم الثقافي المفتوح للطلاب.
وفي السياق ذاته اوضح الدكتور سيف الدين حسن العوض عميد كلية الاعلام بالاسلامية والمشرف العام للمؤتمر، اوضح اهمية الاعلام ودوره في المجتمع وان المدخل للتخطيط الاعلامي هو تأهيل وتدريب الطلاب والتأصيل الاكاديمي ،بجانب اﻹعداد العلمي لﻹعلام المعاصر ،وقال دكتور سيف أن اﻹعلام اليوم هو علم وصناعة وليس موهبة فقط  ، موضحا ان المؤتمر هذا طلابي بحت بالتعاون مع اتحادي طلاب الجامعة الاسلامية .
وذكر الدكتور سيف الدين ان المؤتمر يأتي إيمانا من دور كلية اﻹعلام في الربط بين الجوانب التنظيرية بالتطبيق العملي وفقا للقوانين والاخلاقيات ، وظلت الكلية تعكف في قيام مثل هذه المؤتمرات منذ ثلاثة سنوان مضت ، كما شهدت الكلية من خلال المؤتمر في الاسابيع المنصرمة حراكا علميا مكثفا ،بجانب عقد عدد من ورش العمل والندوات بمباني الكلية بالسجانة ، كندوة البروفيسور ابراهيم نورين عميد كلية الجراسات العليا بجامعة القران الكريم والتي حول اﻹعلام واﻷمن الفكري، وورشة الاستاذ عمر الشامي الباحث الاجتماعي بمجمع الفقه الاسلامي بعنوان اﻹعداد العلمي لﻹعلام المعاصر ، وقال سيف ان المؤتمر ينفرد في ان الطلاب يقدمون اوراق علمية محكمة في إطار القوانين والاخلاقيات ، مجددا ترحيبه بكل من حضر وشارك في المؤتمر.
من جانبه أشارت الدكتورة زينب عبدالرحمن أزرق نائب عميد كلية اﻹعلام بالاسلامية بمركز الطالبات ،أن الطلاب هم قيادات المستقبل في السودان في مجال اﻹعلام ، وأن حرية التعبير ليس فوضى ،  وأنما يتوجب عليها مسئولية إجتماعية .
وبين الدكتور والصحافي محي الدين تيتاوي استاذ الصحافة بالكلية أن مبادرة الطلاب والطالبات لهذا العام واصفها بالمهمة ، وذلك بهدف معالجة قضايا وموضوعات إعلامية ملحة ، وأن العالم يمر اليوم بتطورات هائلة في مجال تكنولوجيا اﻹتصال والمعلومات ، ولا بد من التسلح بهذا السلاح من أجل مواجهة التحديات التى تواجه الوطن ، والالتزام بأخلاقيات المهنة اﻹعلامية.
وفي سياق متصل أكد الاستاذ عادل سيد أحمد رئيس مجلس إدارة صحيفة الوطن ، أنه لا نجاح ﻹعلام من دون حرية تعبير ، واصفا الحرية بالعمود الفقري لﻹعلام حتى يؤدي رسالته في المجتمع.
وقال الدكتور مصدق حسن مدير هيئة التلفزيون القومي ،أن كلية اﻹعلام هي الاولى من نوعها في السودان وثالثة كلية علي مستوى الوطن العربي بعد القاهرة وبغداد ، وأشاد مصدق بالدور الذي يلعبه طلاب اﻹعلام للتطلع حول قضايا اﻹعلام الحساسة خاصة ما يتعلق بحرية الرأي والتعبير.
وشمل اليوم الختامي هذا علي ثلاثة جلسات بدأت في تمام الساعة العاشرة صباحا ، الجلسة الافتتاحية وكانت عبارة تلاوة القران الكريم وكلمات الحضور والتكريم وكورال الجامعة الاسلامية ، وتلتها الجلسة الثانية وترأسها الدكتور بشرى يوسف استاذ العلاقات العامة بالكلية وشملت على ثلاثة أوراق علمية وذكر بشرى أن مايميز الحرية اﻹعلامية في اﻹسلام في ان ضوابطها ليس نتاج فلفسة انسانية قاصرة وأنما مرتبطة بأصول وثوابت من المولى عز وجل، وفي هذا الصدد قال الطالب مازن عادل سليمان مقجم ورقة الحرية اﻹعلامية في ضوء الاسلام ، أن أساس الحرية اﻹعلامية في اﻹعلام اﻹسلامي هو الدين الحق ونصوص الكتاب والسنة النبوية والفطرة الانسانية .
وفي ذات السياق أوضح الطالب حسين أحمد بله أثنا تقديمه ورقته المدونات اﻹلكترونية وعلاقتها بحرية التعبير ، أن المدونات اليوم تمثل أهم وسائل اﻹعلام الخالية من القيود والرقابة ، مشيرا الى أن المدونات سلاح ذو حدين ممكن تستخدم في الخير والشر وهي منبر للتعبير عن الاراء في كافة المجالات ، وهي صوت من لا صوت له.
وأكد الطالب عبدالرحمن حماد لدى تقديمه ورقته جرائم النشر اﻹلكتروني ، أن الجرائم اﻹلكترونية تمثل كل سلوك غير قانوني من الاجهزة اﻹلكترونية والحصول على فوائد ماجية ومعنوية من أجل السرقة أو إتلاف المعلومات .
وترأس الجلسة الثالثة والاخيرة الدكتور عبدالله حجازي استاذ الصحافة بالكلية ، وقالت الطالبة بدور آدم أحمد  من خلال ورقتها حرية اﻹعلام بين التشريعات والالتزامات الاخلاقية ، أن حرية التعبير ليس إلا سقوط للعوائق التى تحول دون أن يعبر الشخص بطبيعته عن ذاته ومجتمعه.
ومن جانبها طالبت الطالبة فاطمة محمد عبيد في ورقتها اﻹطار القانوني لﻹعلام ، الى توفر الضمانات والحصانات للصحفي حتى يستطيع إداء رسالته بابصورة المثلى وعدم تعرضه للضغوطات التى تجبره على أداء عمل يتعارض مع ضميره وأخلاقه.
وقال الطالب سليمان أدريسأن ورقته اﻹعلام وثقافة جرائم المعلوماتية ، تهدف الى نشر الثقافة القانونية في وسط الطلاب والمجتمع ، والحد من إنتشار المواد اامخلة بألاداب والاخلاق والزوق العام في المواقع الاسفيرية الالكترونية.
ومن جانبه أوضحت الطالبة خديجة إبراهيم في ورقتها قانون الصحافة والمطبوعات لسنة 2009م ، أن معظم التشريعات الصحفية في السودان قد وضعت في ظروف  إستثنائية وفي ظل أزمات سياسية عارمة ، وجاءت الورقة بمعلومات كافية عن القانون وإرهاصاته وفصوله الثمانية ، معبرة عن أملها في أن يلغي قانون الصحافة لسنة2009م ، ﻷنه وضع وفقا للدستور الانتقالي للسودان للعام 2005م ، وهو بذلك يعبر عن فترة سياسية من المفترض أن تكون قد إناهت بعد ذهاب الحركة الشعبية الي ادولتهم جنوب السودان في العام 2011م.
وأشار الطالب محمد الخاتم في ورقته جرائم تكنولوجيا الاتصال ، أن إزدهار الحصارة وانتشار التقدم التقني ساعد في تسهيل الكثير من الامور في حياتنا اليومية ، ولكنه وفي نفس الوقت جلب لنا العديد من المخاطر واﻷضرار الماعلقة بالحاسوب والشبكة العالمية (www) .
لقد شارك في المؤتمر كل الحضور من الطلاب والطالبات والاستاذة والضيوف ، وامنحتهم اللجنة المنظمة شهادات الحضور والمشاركة ، وشاركوا بالاسئلة والاستفسارات والمداخلات و التعقيبات مما أثرت النقاش حول مواضيع الاوراق التي قدمت من قبل الطلاب والطالبات.
كما خرج المؤتمر الاعلامي الثالث بالعديد من التوصيات التي من شأنها  ان تساهم في العملية الاتصالية ولعل علي سبيل المثال ، ضرورة تعزيز حرية التعبير بإعتبارها حق مكفول ومصون في إطار القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية بشأن اﻹعلام ، وضرورة التحري والتدقق في صحة ما ينقل عبر وسائل الاتصال الجماهيري ، ونشر ثقافة التدوين في المواقع الالكترونية ، وغيرها من التوصيات التي تصب في مجال اﻹعلام.
وأخيرا لقد عمدت كلية اﻹعلام خلال مؤتمرها السنوي هذا تكريم عددا من الشخصيات والرموز البارزة أمثال الدكتورة والصحافي محي الجين تيتاوي وغيره من الخبراء في الاعلام ، الذين اعطوا لﻹعلام وما بخلوا فاستحقوا التكريم وسط مئات الطلاب والطالبات والضيوف المشاركين من خارج الكلية ، عرفانا بالجميل وعطائهم غير المحدود ليس علي صعيد الكلية بل على مستوى السودان.